الملخص:الإمارات تطلق المرحلة السادسة من مبادرة الحذر لردع احتيال الفوركس والاستثمار الرقمي. تعرّف سريعًا على إشارات الخطر وأساليب التحقق.

أطلقت دولة الإمارات المرحلة الأحدث من مبادرة «الحذر» الوطنية، بقيادة شرطة أبوظبي، في حملة تمتد لثلاثة أشهر للتصدي لتصاعد الاحتيال السيبراني والمالي. تجمع هذه المرحلة السادسة بين وزارة الداخلية ومجلس الأمن السيبراني الإماراتي والمصارف والشركاء الإعلاميين في جبهة موحّدة ضد تهديدات مثل تطبيقات التداول المزيّفة ومواقع الوسطاء الوهمية التي تصطاد هواة الفوركس.
تركّز الحملة على تفكيك أساليب احتيال متقدّمة تستغل طفرة التداول عبر الإنترنت. ترصد الجهات الرسمية زيادة في الحالات التي يستخدم فيها المحتالون وسائل التواصل والتطبيقات الرسائلية للترويج لاستراتيجيات فوركس «مضمونة»، غالبًا مع خلطها بإغراءات العملات المشفّرة أو الأسهم. تبدأ هذه الأساليب بدردشة ودّية لبناء ثقة زائفة، ثم تتحول سريعًا إلى ضغوط للإيداع الفوري عبر وسائل يصعب تتبّعها.
وتأتي هذه الجهود في توقيت بالغ الأهمية مع اتساع قاعدة متداولي التجزئة في الإمارات وارتفاع أحجام تداول الفوركس بنسبة ١٨٪ على أساس سنوي وفق بيانات المصرف المركزي. يستغل المحتالون هذا الزخم عبر استنساخ منصّات شرعية وعرض «دخول منخفض المخاطر» على أزواج مثل الدولار/الدرهم أو اليورو/الإسترليني، قبل التلاعب بالتنفيذ أو حجز السحوبات. لذا تُعد التوعية المبكرة مفتاح المواجهة، من خلال إعلانات مُوجهة وندوات إلكترونية وخطوط ساخنة تبرز المؤشرات التحذيرية كالنصائح غير المطلوبة من «محللين» أو الادعاء بالتسجيل خارج البلاد.
تعتمد النجاحات على التنسيق السلس. فقد عزّزت المؤسسات المالية المراقبة اللحظية للأنماط المشبوهة مثل القفزات المفاجئة في التحويلات الصغيرة، وهي سِمة شائعة في مخططات «الضخ» المرتبطة بالفوركس. كما عالج مركز «تواصل» التابع للشرطة أكثر من ١٥٬٠٠٠ شكوى واستعاد نحو ١٤٠ مليون درهم (٣٨ مليون دولار) من الأموال المفقودة، بما فيها أصول من حسابات تداول مُخدوعة.
وتضخ وسائل الإعلام زخمًا إضافيًا عبر قصص الناجين ومحتوى يفنّد الشائعات، بينما تتبادل الجهات الرقابية بياناتٍ مُجهّلة لتحسين خوارزميات الرصد. وقد نجحت المبادرة هذا العام في تفكيك عدة شبكات مرتبطة بوسطاء وهميين، ما يبرز تفوّق الإمارات إقليميًا في الأمن السيبراني.
لمن يتحرّك في أسواق متقلّبة، تقدّم الحملة دفاعات مباشرة: تأكّد دائمًا من تراخيص الوسطاء عبر هيئة الأوراق المالية والسلع أو سلطة دبي للخدمات المالية. توقّف قبل الاستجابة لـ«فرص» واتساب—فالجهات الشرعية لا تتصل عشوائيًا لطلب الإيداعات. ووسّع دائرة التحقق باستخدام أدوات مستقلة مثل WikiFX التي ترصد الكيانات غير الخاضعة للرقابة وتعرض موثوقية السحب استنادًا إلى تقارير المستخدمين.
وتذكّر الجهات الرسمية أن اليقظة تبدأ منك أنت—أبلِغ فورًا عن أي تواصل مريب لبناء شبكة حماية أقوى في وجه هذه الممارسات.
تنسجم دفعة «الحذر» مع رؤية الإمارات كمركز تداول آمن حيث تلتقي الابتكارات بحماية راسخة. ومع تطوّر الاحتيال الرقمي باستخدام «التزييف العميق» وعروض «الميتافيرس»، لا تكتفي الاستجابة المنسّقة باسترداد الخسائر، بل تردع الضربات المستقبلية أيضًا. وبالنسبة لمتداولي الفوركس المهتمين بالمشهد الديناميكي في الدولة، فالرسالة واضحة: الحذر الواعي يحوّل مواطن الخطر إلى مزايا مُربحة. كن يقظًا، ودَع أدوات مثل WikiFX تُبقي تداولاتك على أرض صلبة.